فيما يلي شهادتي باعتباري شاهد عيان لاعتداء ضباط قوات الأمن على متظاهر تم تجريده من ملابسه بالكامل مساء الجمعة، بالقرب من القصر الجمهوري. وأعلم أن الكثيرين منكم قد شاهدوا الشريط المصور، الذي التقط خفية، وعلى الرغم من ذلك أرجو قراءة شهادتي:
كنت في ذلك المساء أقف في شرفة البيت، التي تطل على شارع الميرغني بالقرب من مقهى كوستا، وأراقب هجوم قوات الأمن المركزي على المتظاهرين وهم يحاولون الفرار إلى الشوارع الجانبية في ضاحية مصر الجديدة (هليوبوليس). كانت الجموع تحاول الهرب من قوات الأمن المركزي، عالية التسلح، والتي بدأت تلاحقهم راجلة. وفرت لي الإضاءة في شارع الميرغني تحت الشرفة رؤية جيدة وكافية لما يدور، على الرغم من أنها كانت خافتة بعض الشيء.
لفت نظري ظل رجل خرج من العتمة بالقرب من مقهى كوستا. ثم رأيت مجموعة من أفراد الأمن المركزي ملتفة حوله تدفعه وتضربه وهو عاري الصدر. سقط الرجل أرضاً وقد فقد جزءً من ملابسه والبقية كانت ملفوفة حول كاحله. لست متأكداً كيف أو متى خلع الأمن المركزي ملابسه.
بدايةً كانوا يجرون الرجل على الإسفلت وهو ما زال جالساً، لكن الرجل تملص من قبضة ضابط الأمن المركزي على أحد أطرافه، وسرعان ما أمسك الضابط بطرف آخر وظل يجر الرجل، الذي أصبح مستلقياً أرضاً على وجهه. سحب رجال الأمن الرجل، عارياً، من كاحله ويديه تجاه مدرعة كانت على بعد أمتار من مكان ضربهم له.
لم يبد الرجل أي مقاومة، سواء كانت جسدية أو كلامية، ثم أخذوه بالقرب من عمود إنارة. هناك باشرت مجموعة من الضباط ضربه وجره ودفعه ونزلوا عليه بالهراوات، والرجل ملقى على الأرض. لم يتدخل أي من الضباط المتواجدين في المكان ليشفع أو يخلص الرجل. كان صراخهم قبل ذلك يملأ المكان طيلة الليل وهم يعطون الأوامر الواحد للآخر. كان الرجل بين أيديهم يضرب ولا أحد يتدخل لانقاذه.
جر الرجل تجاه المدرعة ورجال الأمن لا يتوقفون عن دفعه وركله. ثم رموه داخلها. بعد دقائق معدودة اقتربت مدرعة أخرى من المكان. أخرجوا الرجل وأجبروه على النزول أرضاً. رفع الرجل يديه إلى فوق لكن شرطة مكافحة الشغب، التي يرتدي أعضاؤها الخوذ، إلتفوا حوله وباشروا هم كذلك ضربه وركله دون هوادة في كل الإتجاهات. لم تسعف الرجل كل توسلاته، بل إن أحد الضباط طلب منه أن يقف ولم ينتظر حتى يلبي الرجل هذا الأمر وباشر ضربه، وكان هذا ردهم على توسله وطلبه الرحمة منهم. كان الضابط يضرب الرجل العاري والمستلقي على الأرض بقوة أكبر.
واستمرت قوات الأمن بضرب الرجل العاري إلى أن أجبروه على دخول المدرعة الثانية وانصرفوا به إلى بعيد.
[
[شريط الحادثة الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي]